لا أحد يجادل فى أن الزكاة هى ركن أصيل من أركان الإسلام استهدفت جملة من الأغراض
وتضمنت عدداً من الحكم و المعانى علمنا منها البعض ولا زال الكثير يحتاج الى التقصي
والبحث الدقيق . ففى كل لحظة وعلى مر السنين يتأكد صلاح الإسلام لكل زمان ومكان
وأنه من عند عليم حكيم خبير بصير .
يتوقف هذا البحث بصفة أساسية عند بعض المعانى و الاثار الاقتصادية والاجتماعية التى
تتصل وترتبط بتطبيق الزكاة فى مجتمع المسلمين .فبعض هذه المعانى ناشئ من الزكاة
نفسها باعتبارها فريضة مالية .والبعض الآخر منها ناتج عن تفاعل الزكاة – باعتبارها
متغيراً مع المتغيرات الاقتصادية الاخرى فى النشاط الاقتصادى .
وفى هذا البحث سوف نحاول – قدر الإمكان – الربط بين الدراسة والتحليل النظري
واعتبارات التطبيق العملي لنرى مدى التطابق بين النتائج النظرية والتطبيقات العملية
للزكاة .
ولابد أن أشير هنا الى ان اصل هذا البحث هو فصل من فصول رسالتى للدكتوراة . نقحته
وراجعته و ألحقت به بعض المقارنات بتجارب بعض الدول التى تطبق الزكاة مع التركيز
على التجربة السودانية لمحاولة بيان الاثار العملية فى النواحي الاقتصادية
والاجتماعية .
وفى هذا المقام لا ينبغى ان يغيب عن الأذهان ان نتائج التطبيق العملى تقتضى دراسة
موسعة و لاكثر من حاله لضمان سلامة النتائج . كما اننا لسنا فى حاجة لكى نؤكد ان
النظام الاقتصادى الاسلامى كل متكامل لا يمكن الحكم على أحد ظواهره بمعزل عن
منظومته المتكاملة و يجى هذا البحث وفق المنهج الآتى :
أولاً : تنسيق وبيان الأسس والقواعد العامة التى يتم من خلالها دراسة الأثر
الاقتصادي و الاجتماعي للزكاة 0 وينصرف القصد هنا الى الأحكام المتفق عليها و
الآثـــار المسلم بها و التي تتصـــل وترتبط بدراســــة أثــر الزكـــاة الاقتصادي
و الاجتماعي .